موقف سلمان.. سقطة العربية.. والطفيليون

 موقف سلمان .. سقطة العربية .. والطفيليون


     يتعلم العاقل من التاريخ، وهو بذلك يمكن القول عنه أنه استفاد من دروس التاريخ التي تعلمها، وساعدته خبرته على تجاوز أي معضلة أو مشكلة أو أزمة تصادفه في حياته، أماالأحمق فلا يمكنه أن يحل أي مشكلة تواجهه، بل يردد مايقال دون وعي ولا إدراك مثله مثل الببغاء.

     نعترف أن هناك أخطاء حدثت ولازالت تحدث، وليس في هذا عيبًا أو مشكلة، فالإنسان المدرك هو الذي يتعلم من اخطائه، ويعمل على معالجة أي خطأ وقع فيه ولا يكرره، ولعلنا إذا ما أردنا أن نتفهم المشكلة لحلها أن نعترف قبل ذلك بوجودها، فقد تغيرت المعطيات على المستوى السياسي اقليميًا ودوليًا، وتطلعات المجتمع في زمننا الحاضر تغيرت عن المجتمع في السابق، ويمكننا أن نستدرك الوقت ونعالج مشاكلنا بكل شفافية وصراحة وجرأة، ونتجاوز أي حواجز تحول دون الوصول بمجتمعنا للهدف الذي نسعى إليه

 جميعنا للنهوض ببلدنا ونجعله من أرقى البلدان.

     تعتمد بلادنا على تصدير النفط الخام للعالم اعتمادًا كليًا - وهذا ليس سرًا من الأسرار - وحينما هبطت أسعار النفط في العالم تحدث الاقتصاديون محذرين عن أزمة اقتصادية ستحل في بلادنا إذا ما تداركنا الوضع، وأنه يجب أن نعمل على معالجة ذلك من أجلنا حاضرًا ومستقبلًا، لكن بعض المنتفعين - كعادتهم مع كل أزمة - سلكوا طريق التخدير سبيلًا لمواصلة تخديرهم المعتاد للمجتمع، الذي بات يعرف أين تكمن الحقيقة ولا يمكن أن يصدقوا هؤلاء المنتفعين الذين يكرسون جهودهم لإغواء المجتمع بتطمينات جوفاء، من أجل نهب الثروات ورهن مقدرات البلد وتجييرها لمصالحهم الشخصية، 

ويطلب من المجتمع أن لا يتأثر على انخفاض سعر النفط، ويضرب مثالًا بدول سبقتنا في مجال العلوم والتصنيع، ويتبارى أفراد تلك الدول على العمل والاستزادة من العلوم بكافة أنواعها، 

مع إنها لا تمتلك ثروات طبيعية، ومع ذلك تقدمت علينا في مجال التقنية والتصنيع، ويتناسى أن مجتمعنا لم يكن بهذه الصورة التي عليها لولا المعوقات التي وقفت أمام التنمية والاستثمار في المواطن، ففتحت مجال استقدام الأيدي الوافدة وأصبحت بلادنا أكبر معهد في العالم لتدريب العمالة الوافدة، ايضا التغقيدات الإدارية وغياب الأنظمة والقوانين أحد أسباب وقوف تطورنا وتقدمنا صناعيًا وتنمويًا.

     عم الحزن العميق بلادنا بعد فاجعة عاصفة الرافعة في بيت الله الحرام، وكلنا تأثرنا بما حدث، على مستوى قيادة بلدنا والشعوب العربية والاسلامية، صحيح أنه قضاء وقدر وكل مايحدث هو بتدبير الخالق، لكن لا يجب الركون إلى ذلك وتناسي الفساد وما ينتج عنه، لو وجدت المحاسبة والعقاب والثواب لما حدث ما حدث، فهل تم التأكد من وضع المقاول موانع الصواعق على الرافعة سيحدث ماحدث؟ هل تم تطبيق أبسط قواعد السلامة من قبل المقاول؟ وهل كشفت الجهات المعنية على ذلك؟

     يجب محاسبة الجهات المعنية قبل محاسبة المقاول، لأنه لو تم الكشف على تطبيق قواعد السلامة في الرافعات الموجودة في بيت الله لما حدثت الكارثة والمصيبة، واح ضحية لذلك حجاج ومعتمرين - رحمهم الله وغفر لهم - وشافى المصابين منهم.

     لفتة أبوية كريمة من الملك سلمان في زيارته لموقع الحدث واستفساره عما حدث وكيف؟

     ثم قام بزيارة إلى المصابين في المستشفى واطمأن على حالتهم الصحية وواساهم وعزا ايضا أهالي المتوفيين طالبًا وداعيًا المولى القدير لهم بالرحمة والمغفرة والصبر من ذويهم في مصابهم.

     تداول مغردون في تويتر ماوصفته قناة العربية عن وقوع الرافعة في بيت الله الحرام بأنه "مناخ إرهابي شاذ " وعلقت بدورها - القناة - على عاصفة مماثلة حدثت في البيرو بالقول: " معها رسول السلام عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام" 


ترنيمتي:

ياحكومة 

انتِ لها وخلي قلبك 

حنون

الغرور 

مصيدة ولا بيعطي 

اي نتيجة 

راتبه 

مايكفي حاجته ولا تعود 

يخون

والقروض 

انهكته حتى مافكتله 

ضيقة


زبدة القول:

     ينتج عن الإقتصاد الطفيلي تجار طفيليون وسياسيين يروجوا إشاعات تخدم مصالحهم، ونُهاب للمال العام، وهؤلاء لا يقدمون لبلادهم أي منجز يستفيد منه البلد.


ماذا بقي؟

     بقي القول: افتحوا أبواب الشفافية والمحاسبة والمكافأة، واستثمروا في أبناء البلد فهم العماد والعتاد للحاضر والمستقبل.

@muh__aljarallah

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عاد من الموت وتربع على القارة

هل نجح مشروعنا الرياضي؟

رغد ترضع المي الملكي