رشيدي تزوج حربية

 رشيدي تزوج من حربية

د. محمد الجارالله

     يقاس تقدم الأمم بانجازاتها وقدراتها وامكانياتها، ولا يمكن أن يقاس بالفخر بانساب أفراد المجتمع هذا من قبيلة وذاك لا ينتمي إلى قبيلة، فالصناعة لا تعترف بالنسب، ولا التطور الحضاري ايضا، آفة العرب هي تكريسهم للنسب والتفاخر فيه، ولو بحثنا في أمهات الكتب والدواوين الشعرية لوجدنا صفحات من التمجيد للقبيلة والفخر في نسبها وحسبها، وامتد هذا الإرث إلى زمننا الحاضر، فالمعلقات السبع تحتوي على الغزل ومن ثم التفاخر بالقبيلة، والسؤال المطروح ماذا استفادت الأجيال اللاحقة من تلك الدواوين ؟ صحيح فيها لغة عربية أصيلة لكن نحن الآن نادر مانتحدث فيها ولا نتخاطب فيها، فالكلام الشعبي هو الدارج، ربما هذا بسبب عدم اهتمام وزارات التعليم والتربية في بلداننا العربية والإسلامية بتعليم الأجيال لغة عربية سليمة إما بسبب الإستعمار أو عدم اهتمام الحكام العرب الالزام بتدريس اللغة العربية الفصحى.

ماعلينا وليس هذا محور حديثنا!

     مالفت انتباهي هو زيادة حالات الطلاق بسبب تفاوت النسب فقبل اكثر من سنة طُلقت امرأة من زوجها بعد عدة سنون من الزواج والإنجاب بحجة تفاوت نسبها مع زوجها، وحالات مشابهة حدث فيها الطلاق لنفس الغرض، وقبل أيام جن جنون المغردين السعوديين بين مؤيد ومعارض لزواج شاب ينتمي للرشايدة من فتاة تنتمي لحرب، وسمعت تسجيلات ينتخي فيها رجلٌ من حرب شيوخ وأفراد قبيلته لمنع الزواج إما بالحسنى أو حتى لو وصل الدم إلى الركب على حد قوله!! ياللعجب تزهق أرواح لمجرد منع زواج فتى من فتاة.

     أين هؤلاء من قول خير البشر عليه السلام

"تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك".

وقوله عليه الصلاة والسلام


"اذا خطب إليكم من ترضون دينهُ وخلقهُ فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريض"

ماذا حل بقومي؟ يتمسكون بالعادات والتقاليد التي تخالف هدي وشريعة خير البشر عليه السلام، ويهملون تعاليم الإسلام الضابطة للحياة الإنسانية حتى في المأكل والمشرب ناهيك عن الأمور الأهم في حياتنا، ماحدث ويحدث في مثل تلك الأمور مخالف للشرع المحمدي الذي نهتدي بهديه، وفي ذات الوقت تجييش للعصبية القبلية والعنصرية، فكيف يستقيم الأمر ومجتمعنا يتمسك بعادات وتقاليد بالية وفي ذات الوقت ننشد التطور والتقدم ومواكبة العالم العصري الذي يتجه للصناعات والرقي، بئس الأمة التي تملكها وتحركها وتسييرها عاداتها وتقاليدها البالية والمخالفة للشرع المطهر.

     الموقف المخزي ممن وقف موقف المعارض لزواج الرشيدي من الحربية ونحن نعيش في القرن العشرين لايمكن قبوله، ومع الأسف الشديد وقفت الحكومة موقفًا سلبيًا، ولم تحاسب من هدد بالقتل واسالة الدماء إلى الركب على حد وصفه ولم تتعامل مع الوضع المزري في اضاعة هيبة الأمن الذي ينشده الجميع، ماحدث هو إرهاب للفتى والفتاة واهلهما ماكان يجب أن يمر دون محاسبة، ويجب على حكومتنا منع النعرات القبلية والقضاء عليها، خاصة وانه تم استخدام تويتر منبرًا للإرهاب وإثارة النعرات القبلية والتعصب القبلي في هذا الشأن وشؤون أخرى.

     تطور العالم ونحن مازلنا في مكاننا تحركنا النعرات القبلية والعادات التي تخالف الشرع، وفي ذات الوقت نصف أنفسنا بأننا مسلمون، كيف نكون كذلك ونحن ننتقي من الشريعة مايناسب عاداتنا ونهمل تعليمات الشريعة وضوابطها التي هي خير من يضبط أي مجتمع.


ماذا بقي؟

     بقي القول أن الإسلام لا يحاكم بأخطاء المسلمين فهو دين مكتمل نضم الحياة الإنسانية وضبطها، ولم يفرق بين البشر إلا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عاد من الموت وتربع على القارة

هل نجح مشروعنا الرياضي؟

رغد ترضع المي الملكي