خالة عيدش مبارك

د.محمد بن صالح الجارالله

• عنوان المقالة هو النداء الذي يتردد في أجواء العلا في زمنٍ مضى، يردده الصبية الصغار أثناء سيرهم في الأزقة والشوارع لمعايدة الأهالي في عيد الفطر المبارك ، وبالنسبة لي مارست هذا النداء وأقراني في نفس العمر، أو أكبر قليلًا، أو أصغر لمن هم عاصروا تلك الحقبة الجميلة من الزمن الأجمل.

• كان مصلى العيد في العلا في تلك الأيام الرائعة في بداية حي الخمسية من جهة الشمال ، وجنوب الخطيب – حاليًا يقع مصلى العيد في حي الصخيرات وكان في ذلك الزمن كثبان رملية وأشهر ما فيه المستشفى، والشرطة – ويؤم الناس الشيخ محمد عبدالكريم، وخطبته قصيرة ومعبرة ومؤثرة، وكان يؤثر في الحضور بخنقة العبرة التي أشتهر فيها رحمه الله حتى في صلاة الجمعة وهو ايضا خطيب وامام الجمعة في حي البركة، وينوب عنه إبنه الأستاذ أحمد رحمه الله في بعض المواقف.

• ينطلق الصبية بعد صلاة العيد مباشرة ، وبعضهم بعد إنتهاء الخطبة للمعايدة ويرددون النداء الشهير الذي يعرف منه قدوم الصبية إلى المنزل للمعايدة خالة عيدش مبارك، والأبواب مفتوحة، ويقدم كل أهل بيت – الحاجة – هكذا نسميها وهي عبارة عن خليط من اللوز، والحمص، وبعض الحلويات المصنعة من السكر، وبعض التمرات من تمور العلا اللذيذة، وبعض مأكولات اهالي العلا التي تصنع من الدقيق مثل السنبوسة والتويتات والغريبة.

• • تكون المعايدة للصبية من بداية الخمسية، مرورًا بأحياء البحرية، والفراة، والبركة، والحمدية، والحزم، والمحمودية – على يمين الطريق الأول، وعلى يساره الثاني – ثم حي المنصورة، والمنشية، وهنا نهاية الأحياء في الجهة الجنوبية من العلا في ذلك الزمن، وفيهما بويتات قليلة، وتوسعت العلا حاليًا من الجهة الجنوبية بحي العزيزية الذي كان مرعى للمواشي في ذلك الزمن الجميل، ورعيت الغنم فيه كثيرًا وأخواني حسين، وسليمان - رحمهما الله - والبروفيسور جمال وكمال وأولاد الجيران مثل - عيال سالم شكر رحمه الله - عبدالله والعميد متقاعد سليمان والمهندس عبدالسلام وكذلك عبدالله كريمي واخوه أحمد ومن عيال الحزم راشد الزحوفي وعبدالرحمن ومحمد عبدالله شكر وغيرهم من بنات واولاد الحي ، وأنا وكثير من أقراني مزارعين ورعاة الغنم، في ذات الوقت.

• المشهد السابق يكون في عيد الفطر المبارك، أما في عيد الأضحى فيقل تردد الصبية على الأحياء للمعايدة، لإنشغالهم مع أهاليهم في ذبح الأضاحي، وبعد ذبحها يتم اخذ الكبدة والكلاوي لطهيها مع قليل من شحم الأضحية، أو بديل عن ذلك بقليل من سمن الغنم، والبصل، والطماطم – البندورة -، أو يتم شواء الكبدة على الفحم أو الحطب، وتؤكل بمفردها، وكذلك شواء الرأس، والأرجل من أجل عمل الشوربة، وبعد توزيعها، يتناول الصبية مع أهاليهم الفطور الصباحي المكون مماسبق ذكره، ويغمس بالخبز – طشاش أو مسلوب – ويتكون من الطحين وتخبزه الأمهات على الطاجل، في البيوت.

• ماذا بقي؟

بقي القول:

لا أنسى في أول يوم عيد الفطر يتكون الفطور من السنبوسة من بقايا رمضان فتكون باردة وتحمى على الجمر بعد رصها صفًا على الملقاط الطويل وعددها ليس كثيرًا بحسب طول الملقاط ويشرب الشاهي ابوجبل وارد باعشن في صندوق من الخشب ومغلف من الداخل بالقصدير وخارج الصندوق خيشة مكتوب عليها شاهي باعشن أبوجبل.

• ترنيمتي:

هذي العلا تاريخ والمجد السليل

آثارها تاريخ حضارات عنها حكت

سكانها قول وفعل وعندي الدليل

بشبابها أمس واليوم عليهم ارتكت

فيها مزارع وامطار والجو الجميل

غيم وسحابة وبدموعها هي بكت

جوها ربيعي جميل ولاعاشق عليل

صامدة بجبالها ومن الهجر ماشكت

الاهتمام فيها اليوم زاد ماهو قليل

تاريخها ثابت وعنها حكي ماسكت

‏@muh__aljarallah

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عاد من الموت وتربع على القارة

هل نجح مشروعنا الرياضي؟

رغد ترضع المي الملكي